goBlogz كلام سياسة: مايو 2012

الثلاثاء، 29 مايو 2012

الـــــثورة ...... مستمرة

وسط حالة من الترقب والأمل فى انتظار نتيجة انتخابات الرئاسة 2012 المصرية تلقت جموع المصريين خبر حصول كل من المرشحين "محمد مرسى" و " أحمد شفيق" على غالبية الأصوات فى مشهد سيطر عليه الذهول والاكتئاب على أذهان وعقول المصريين الذين رغبوا فى حاكم أفضل ومستقبل مبشر لكل أطياف المجتمع من أطفاله الى شيوخه.

فى حين تلقى شباب الثورة خبر خروج المرشح الأقرب للتيار الثورى " حمدين " من الجولة الأولى من الاقتراع واستحالة خوضه الإعادة منتصف الشهر المقبل , حتى خرج الآلاف من هذا الشباب الثائر الى الميادين تعبيرا عن رفضهم الاعادة بين المحسوب على النظام السابق "أحمد شفيق" والقيادى الاخوانى "محمد مرسى ".

تزامن هذا الاعتراض مع تذبذب واضح فى موقف التيارات السياسية فى مصر من جولة الاعادة فبعضها يرفض دعم الاخوان أمام شفيق إلا بعد تقديم الجماعة لضمانات والبعض الآخر قرر أن يقف فى صف شفيق خشية سيطرة الإسلاميين على الدولة فيما ينادى فريق ثالث بمقاطعة الاقتراع فى الاعادة بدعوى أنها تعبر عن رفض من مثل القوى السياسية للمرشحين.

الثورة مستمرة هو مبدأ ثورة 25 يناير المجيدة ولا يعتبر رفض أو الخروج على نتيجة الا نتخابات ضد هذا المبدأ أو نكوص عنه فليس قبول نتائج الصناديق هو الحل خاصة فى ظل وجود علامات استفهام  وتحرير محاضر عن تزوير الانتخابات فى بعض اللجان والمخالفات العديدة من ورود أسماء المجندين والموتى فى كشوف الانتخابات. لذلك الخيار المتاح هو الثورة مستمرة لأنها ثورة شباب شباب من أجل الحرية  والعدل ولا يرضى بالتزوير ولا المؤمرات أو فرض الوصاية الثورة مستمرة هى الخيار الوحيد.

الثلاثاء، 22 مايو 2012

رحلة الدستور عبر التاريخ ج2




صحيفة  المدينة

تم كتابة صحيفة المدينة فور هجرة النبى – صلى الله عليه وسلم- الى المدينة المنورة وهو يعتبر أقرب الوثائق التاريخية الى شكل الدستور المدنى الذى نعرفه حاليا ,وقد أطنب فيه المؤرخون والمستشرقون على مدار التاريخ الإسلامى , واعتبره الكثيرون مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية , ومعلما من معالم مجدها السياسى والإنسانى..

حيث عالجت الصحيفة قضايا تنظيمية إدارية , ولم تمس بالعقيدة أو الدين, ولم تذكر أى شخص غير الرسول صلى الله عليه وسلم . وذكرت أنها " كتاب من محمد النبى ". فهى بيان - دستور - وليست معاهدة , وهى تلزم الرسول صلى الله عليه وسلم بتنفيذها . وعالجت ثلاثة ميادين رئيسية هى :
العرب المؤمنون  - واليهود – وأحكام عامة تتعلق بشروط الحرب


 وكان هذا الدستور يهدف الى تنظيم العلاقة بين جميع طوائف وجماعات المدينة, وعلى رأسها المهاجرين والأنصاروالفصائل اليهودية وغيرهم, يتصدى بمقتضاه المسلمون واليهود وجميع الفصائل لأى عدوان خارجى على المدينة. وبإبرام هذا الدستور – وإقرار جميع الفصائل بما فيه- صارت المدينة دولة وفاقية رئيسها الرسول – صلى الله عليه وسلم - , وصارت المرجعية العليا للشريعة الإسلامية , وصارت جميع الحقوق الإنسانية مكفولة , كحق حرية  الاعتقاد وممارسة الشعائر , والمساواة والعدل.

ومن أهم معالم القيم الحضارية فى هذا الدستور:

·       الأمة الإسلامية فوق القبلية.
·       التكافل الاجتماعى بين فصائل الشعب.
·       ردع الخائنين للعهود.
·       احترام أمان المسلم.
·       حماية أهل الذمة , والأقليات غير الإسلامية.
·       الأمن الاجتماعى وضمان الديات.
·       المرجعية فى الحكم إلى الشريعة الإسلامية.
·       حرية الاعتقاد وممارسة الشعائرمكفولة لكل فصائل الشعب.
·       الاستقلال المالى لكل طائفة
·       وجوب الدفاع المشترك ضد أى عدوان
·       النصح والبر بين المسلمين وأهل الكتاب
·       حرية كل فصيل فى عقد الأحلاف التى لا تضر الدولة
·       وجوب نصرة المظلوم.


الاثنين، 21 مايو 2012

رحلة الدستور عبر التاريخ ج1





يعتبر الدستور مجموعة من القواعد المتعلقة بشكل الدولة وتكوين حكومتها وسلطاتها العمومية , والتى تهتم بتنظيم الظواهر السياسية للدولة وأجهزتها أى الحكومة والسلطات العمومية , وتنظيم قواعد الحكم والسلطة بالأضافة الى تحديد حقوق الافراد حتى تحميها من أى تعدى عليها ويعتبر أيضا أعلى وثيقة قانونية فى البلاد .وترجع العلاقة بين سيادة القانون والديمقراطية والدستورية الى ما قبل 2400سنة أى الى فلاسفة الاغريق أفلاطون وأرسطو الذين كانوا يعيشون فى دولة المدينة اليونانية أثينا  حيث كان معظم المواطنون الذكور يشاركون مشاركة مباشرة فى عملية صنع القانون وفى إصدار الأحكام من خلال محاكمات أمام هيئة المحلفين.


وكان أفلاطون النبع الذى نهلت منه الفلسفة الغربية وخصوصا فيما يتعلق بنشأة فكرة الديمقراطية وسيادة القانون وتطورها.ولقد عرض أفلاطون فى كتابه الجمهورية أنواع الحكم المختلفة وأوضح أن الدولة العسكرية مآلها الى الانهيار , ذلك لأن القادة  يخترعون أساليب غير شرعية للإنفاق ولأنهم لا يكترثون بالقانون؟ كما أن حكما النخبة الأوليفاركية يؤدى الى مدينة للأغنياء ومدينة للفقراء , يتعايشان مع بعضهما البعض ويتآمران ضد بعضهما على الدوام " وأكد أنه من خلال مبدأ سيادة القانون الذى يرعاه نظام الديمقراطية والإطار القانونى للدستور من الممكن أن يحمى المجتمع نفسه من الإستبداد وعلى هذا  يجب ألايستثنى أى شخص من القانون حتى الأشخاص الذين يشغلون مناصبا فى السلطة. وفد عرض أفلاطون الأسس لما كان يعرف بالنموذج المثالى للديمقراطية:

·         للنساء حقوق وامتيازات متساوية.
·       تمنح المكافآت بناء على الجدارة.
·        ينتمى المواطنون الى طبقة اجتماعية وفقا لطبيعتهم لا بموجب مولدهم.
·        أفراد الطبقة الحاكمة هم القائمون على خدمة الطبقة العاملة.
·        المواطنون سيتلقون تعليما لبناء الديمقراطية والحفاظ عليها.
·        لابد أن يكون الحاكم أعلى فكريا من عامة الشعب لا أن يدعى أنه واحد منهم.


ثم جاء من بعد ذلك أرسطو وهو أحد طلاب أفلاطون وكان فيلسوفا ومعلما للأسكندر الاكبر وأثر على الفلسفة الغربية من عدة جوانب ومن بينها علم الأخلاق والميتافيزيقا والسياسة .ذكر أرسطو أن الاستبداد يحدث عندما تمنح السلطة المطلقة الى الحاكم الذى يميل الى استخدام سلطته بغية تعزيز مصالحه الشخصية بدلا من العمل على تحقيق الصالح العام.وأصبحت هذه المقولة هى الفرضية الأساسية التى يخضع لها مبدأ سيادة القانون والفصل بين السلطات وهما المبدآن الأساسيان وراء فهمنا الحالى للنظام الديمقراطى.واعتبر أرسطو أن افضل أشكال الحكم هو الذى يسمح " لكل رجل أيا كان هذا الرجل أن يتصرف بأفضل صورة ممكنة وأن يحيا حياة سعيدة".ورأى أن الدساتير الحقة هى التى تخدم المصالح المشتركة لجميع المواطنين , أما الدساتير الإستبدادية فلا تنشغل إلا بأثرة مصالح شخص بعينه أومجموعة من الأشخاص .


السبت، 5 مايو 2012

أحداث العباسية ....أبعاد المؤامرة


كلنا يذكر احداث محمد محمود وكيف جرت  الفتنة واستغل اصحاب المطامع  فى السلطة الفرصة فى احداث البلبة والفوضى  ظنا منهم ان نار الفتنة لن تخمد ولن يطفئ هذه النار احد و بدعوى الجهاد ايضا دعا حازم صلاح ابو اسماعيل -رأس الفتن – الى الجهاد ضد الجيش والشرطة ورفع الرايات السود .

تكرر هذا المشهد فى احداث العباسية وذلك عن طريق تحريك اتباعه بالتليفون كما يذكر فى مرات سابقة وحتى لا يكون فى الصورة وحتى لا يقال انه المحرض ظهر على شاشات الفضائيات يدعو اتباعه الى الرجوع والعدول عن موقفهم – انا لا اتعمد ابو اسماعيل ولكن هو من يفرض نفسه على الساحة.

ولكن لنمعن النظر فى الاحداث ونعيد ترتيبها حتى تتضح معالم صورة ملطخة بالدماء والرايات والخرطوش
بدأ الامر بتوجه اتباع المستبعد وذلك احتجاجا على اللجنة انتخابات الرئاسة من التحرير الى وزارة الدفاع
رافعين الرايات السوداء – رايات الجهاد وهذا معناه – ان لم يدركوا ما يفعلون – تكفير الطرف الاخر فالجهاد لا يكون الا ضد غاصب او كافر فما كان من وزارة الدفاع وهى مؤسسة عسكرية وطنية مهمتها حماية البلاد والزود عنها الاان قامت با نشاء حاجز شائك لمنع المتظاهرين من الوصول الى  او اقتحام مقر الوزارة وما لبثت اعداد المتظاهين فى التزايد مع استمرار الاعتصام وما يعنيه ذلك من وقف حال اهالى العباسية ومما زاد الطين بلة انضمام تيارات سياسية الى جموع المتظاهرين والمشاركة فى الاعتصام مستمرين فى استفزاز الجيش واستغل البلطجية هذه الاجواء لا طلاق النار عليهم وفى المقابل رد عليهم المتظاهرين بما لديهم وسقط الكثير من الضحايا.

يعد وجود كل هذه الجموع الغفيرة من المتظاهرين فرصة على  طبق من ذهب لكل من تسول له نفسه زعزعة امن واستقرار البلاد والسؤال؟ هل كان هذا الاعتصام وما تلاه من اشتباك نتيحة اتفاق القوى المناهضة للمجلس العسكرى فوجود هذ الجموع لا ياتى من فراغ وانما بتوجيه وتحريض من زعيمهم فهل اتفق مع اعداء الثورة على تدبير مثل هذه الاحداث والتسبب فى سقوط الضحايا وذلك ردا على المجلس واللجنة التى اسبعدته ؟!


من ناحية اخرى بدا للعيان فشل الاخوان فى اقناع الناس – بالاستبن – محمد مرسى وفرضه على الشعب والساحة السياسية  حيث تدنت شعبية الاخوان خلال الفترة السابقة مع محاولتهم اقصاء حكومة الجنزورى
والاستيلاء على كل كرسى  للسلطة كما ان سياسة الند للند امام العسكرى قد فشلت فلا شك ان احداث العباسية و وزارة الدفاع تصب فى مصلحة الاخوان ايضا حيث تخدم التصعيد المستنر للاخوان ضد العسكرى وهذا لا ينفى تهاون العسكرى فى كثير من المواقف التى تنتهزها الجماعة بشكل فاضح وسافر فان لم يكن الرئاسة فالحكومة وان لم تكن الحكومة فالرئاسة او الاثنين معا .

كل ذلك كان من اسباب استغلال هذه الفرصة والمخطط الذى حاكه الاخوان فى الخفاء واتباع المستبعد من جهة واخيرا استغله البلطجية والثورة المضادة من جهة أخرى.